هل مازلت تسمعني ..
لم اعد أشك في انني منفصلة تماماً عن العالم ..
ولم يعد يقلقني الشعور بالضياع بين الأيام والتواريخ ..
فمنذ البدايه قد وهبت هذا العام للريح ..
ولقد فعلت بانصاف مضاعف ماطلبت منها ..
لم يكن ذلك صعباً عليها على اية حال ..
الأن ..
مالذي يحدث الأن ؟
لا تسأل ..
لانني حقاً لا اعرف ..
اين انا ومالذي يجب ان افعل ..
اترك الوقت للوقت , والاحداث تجر يد بعضها البعض دون إراده مني ..
وهذا على الاقل ما أردته منذ البدء
كما يبدو أنني معلقه بين الماضي والمستقبل الاتي
اما بالنسبه للصمت ..
فانه تلقائياً أتى إلى روحي
لا اتذكر اللحظه التي فقدت فيها النطق ..
لا اعرف كيف انسلت الكلمات مني هاربه الى حضن الليل ..
ولا كيف تكاثر صوتي في السماء حتى ولدت كل هذه النجوم ..
كان بدون قصد مني والله ..
كل مافي الأمر أنني مكسورة و مكسورة ومكسورة
الى درجة لم يعد هناك ماينكسر فيّ ..
القسوة كسرتني , والطيبة ايضاً كسرتني ..
لم يعد من السهل معرفة ما يؤذيني ..
ولا مالذي يسبب لي الألم اكثر
الحنان ام الخذلان ..
الحب ام الخيانة ..
وهل يهمني ذلك بعد الأن ..
للحق لا ادري ..
لكنني متأكده بان صلتي المقطوعه مع كل شيء حولي
ولد منها حبل سري جديد للاكتفاء بالذات ..
لدي حبال سريه اخرى تغذي روحي
حبل مع الخيال , مع الفن مع اللغه
مع اليأس
اليأس ايضاً يغذيني لأحارب الأمل …
لانه ببساطه خدعه .. ولم اصدقها منذ البدء ..
كنت طفلة جداً عندما اكتشفت أنها زيف ..
وان شيئا لا يتغير .. من أجلي ..
كان يجب أن أصدق حدسي حينها ..
كان يجب , أن أدرك انها درعي الذي يحميني من الخيبات والأنهيار أمام الحياه ..
لا يهم الأن كل هذا ..
اردت ان اقول في الحقيقه ..
ان علاقتي بالبشر والاشياء والحياه والكتابه و الحب والرغبة و السماء والتفكير والله والحقيقه
شيء يصعب علي وصفه الأن ..
لكن : لا علاقه ..
انا بمعزل عن كل هذا
لست ميته ..
لكنني في عالم اخر لا صلة له بالحياه ولا بالموت
كما لو انني نغمه ضيعت موسيقاها التي خرجت منها ..
او كلمة في روايه من تسعة اجزاء , خرجت ولم تعد تتذكر في اي صفحه كانت ..
دعني اقول انها كلمة محيت هكذا افضل ..
لكنها لا تتذكر من اين ولا كيف ولا من الذي فعل بها ذلك ..
كما لو انني مفتاح لا يعرف لم هو ..
لمخزن , لباب بيت مهجور , لصندوق , لغيمة , لمقبرة ..
لا اعرف حتى ان كان مايزال موجودا ماسافتحه ..
هذه الحاله لا تشبه شيء ..
منفصله عن كل شيء تقريباً ,
أنا روح فقط .. ولا اعرف في أي مكان بالظبط من هذا العالم ولا من هذا الزمن أين انا الأن
هل يجب ان اقلق؟
لا اظن ذلك فهو ألم لذيذ , وراحة مستغربه تتعبني وترعبني ..
ولا اعرف لا اعرف ابداً
كيف ساعد خساراتي حينما اعود ..
لا عرف ان كنت سأجد هناك من ينتظرني
لا ا عرف ان كنت ساعود كما انا ..
عندما اقع اعود واقف .. لكنني اتغير كثيراً في تلك اللحظه
منذ السقوط حتى الكدمه حتى الوقوف مره ثانيه
اتغيركثيراً ..
لم اعد مهتمه ..
هل ابدو كذلك !!؟؟
اعني هل انا حقاً كذلك , بلا مبالاه امرر الساعات الى حيث تشاء ..
و افقد الأشياء طعمها ولذتها
لماذا اسميها بالأشياء ..
بينما يفترض ان لديها أسم وحكاية ومعنى !
لا يهم ..
المهم انني مخلصه جداً هذه الأيام لثقل الغربه ,
مخلص اكثر لفكرة الوحده ..
للتوحد مع ذاتي وكانني ماء
كل ماسياتي إلي سيذهب الى القاع ..
او يطفو على سطحي ..
ولن افكر به الأن ..
ابدو وكأني احرس نفسي من شيء ما
ولا انجح !
فهو يخدشني باستمرار
ويأخذني من روحي الى كثافة الوحشة ..
ولا اعرف ماهو !
ابدو كعمياء , ضلت الطريق
وهذا الأمر لا يزعجني ..
ليس لاني انتظر ان يجدني احد , لا
وليس لأن معي عصا او حتى يد انسان يفهم خريطة الظلام
لكن ربما , لانني اؤمن اني سافتح عينّي حين تريد , على ما ترغب ..
او ساتركها كنظره على اول شجرة حزينة أتكيء عليها
حينما يستبد بي التعب ..