Feeds:
المقالات
التعليقات

Archive for 12 ديسمبر, 2010

أنا شجرة ..

 
كما مرات ..
أخلع ملابسي  كلها برغبه لا حد لها في  الإنكار في العري والذوبان مع الهواء   ، أرميها بسرعه وكأني معها أتخلص من كل شيء حتى من فكرة  كوني بشر !
أقف في حضن شجرة أسمها حياتي ، تلامسني أوراقها الرطبه و تخدشني بلطف أغصانها الصغيره ، أغمض عيني بهدوء فاتحة ذراعي لأقصى مايفرد طائر جناحيه ..
أقف صامته بخشوع حتى تصبح أنفاسنا واحده أنا وشجرتي ، لا تنكرني و لا تخاف مني ..
أتجرد من كل شيء عرفته وتعلمته ، من الأجابات ، الأفكار ، الأسئله الوجودية  ، الحقائق ، الموت ، القوى الخارجيه ..
من البشر والغبار والغضب والحريه والفرص والخسارات ..
من وجهي و ذاكرتي والمكان والزمن من الحب والخوف والغثيان والنهايات  ..
أخرج من العالم الذي أعرفه ولا أنتمي اليه ،  في أعماق الظلام اتوحد بكل ذره من حولي  بفردانيه لا حد لها ،  لا أرتبك لا اخاف لا افكر  ..
لا حزن لا سعاده لا رغبة  لا ألهه لا قلق  لا كآبه ..
اشعر بنفسي أنا  أحل بنفسي أو أني أعود الى الغيب حيث كنت مجرد عبث الفكره  في وجودي ،
شيئاً فشيئاً أشعر أني كائن لا مرئي ، لو مر بي أحد سيبدو له صوت شعري  في يد الريح كرائحة مطر سيأتي  ، و أنفاسي  أحلام النجوم النائمة ..
كما مرات ..
أفعل هذا العري أحياناً لأني لم أعد أعرف أين اقف ولا من أنا ولا ماذا أريد ولا بما أشعر  وما كل هذه الفوضى التي لا أفهمها في دمي !
غاضبة من كل شيء ، أحس  بنفور غريب من كل الكائنات دون أن يؤذيني أحد ، حتى الذين أتصوف في محبتهم ..
كما مرات ..
أفعل هذا العري أحيانا لأني لا اريد أن أكون لحظتها أكثر من ورقة خريف أو ريشة طائر مهاجر لا تهتم بقدرها ولا بالكائن الذي انفصلت عنه  ولا بالغيب الآتي   ..
كما مرات آخرى  ..
أفعل هذا وكأني أود قتل هذا الجسد الساخن الذي أسكنه ، أن أحطم هذا الراس المحشو بالأنهزام  واليأس والكآبه والضعف والأفكارالجبانه  ،  أن أتحرر من كوني أنسان أن أعود إلى أصلي الذي لا أعرفه و أتوق اليه بكل روحي ..
كما مرات ..
أتعرى وكأني أتمرد على قيمة الأشياء ومزاياها الكاذبه ، على اوهامي التي صنعتها بنفسي وعاظمتها  ، على الأختناق و أعتراض عقلي على مشيي اللانهائي والمرتعب ويدي بيد الضياع  على هوس التيه ..
ومرات..
كما لو أن الليل سيصبغني  بسواده  الحزين فأتحول إلى عتمة لا تفكر  بغير أغنيات الهواء للوادي ، رقص الأشجار لليل  ، ضوء النجمات والأزهار النائمه والعشب  ، وبالفجر الأزرق الذي يحضنها  قبل أول خيط نور حتى تختفي فيه  ، وحدها تعرف أن النهار لا يأكل الظلام ..

أتعرى أحيانا لأنها طريقتي في الهرب من زيف الحياة و الكذب والبكاء لساعات بدون سبب ، أتعرى وكأني أحرق بيتي و اتبرأ من فكرة اللجوء والإحتواء ، ولو أنى أملك حريتي ، لجعلت من حياتي القصيره  كل هذه الأرض  ، وأنا أتبع إشارات قلبي الغامضه حتى النفس الأخير ..

Read Full Post »